ما تحمله لفظة "معلم "

تحمل لفظة معلم ومعلمة مفهوما قدحيا لدى المغاربة مقارنة بلفظة "استاذ" بالرغم من كونها لفظة عربية فصيحة تحمل دلالة العلم والتعلم وذات قيمة علمية ايضا ، فقد سمي الفارابي "المعلم الثاني" نسبة للمعلم الأول أرسطو باعتبار ان الفارابي هو من شرح اعمال ارسطو " المنطقية".

وقد تم استبدال كلمة " معلم" التي كانت تطلق على مدرس الابتدائي فقط مؤخرا بلفظة أستاذ المعتمدة في باقي المستويات، وللاشارة فكلمة " استاذ" كلمة فارسية ومعناها "الماهِرُ" اي "معلم حرفة " وقد كانت تطلق على المثقفين والمشتغلين في حقول التربية والتعليم والقضاء، غير انها اصبحت تطلق حاليا كلقب احترام لجمهور واسع.

واعتقد ان القدحية التي يحملها لفظ " معلم" جاءت نتيجة للتمييز الذي لحق هيئة التدريس حيث اعتبر مدرسو التعليم الابتدائي معلمون ومدرسو الاعدادي والثانوي اساتذة. و وكذلك باعتماد الترجمة الفرنسية حيث تستعمل ألفاظ instituteur و maître و enseignant و professeur للدلالة على مستويات التعليم المختلفة. وللاشارة تتميز اللغة الانجليزية باعتماد لفظة واحدة خاصة بهيئة التدريس وهي teacher .

ما دفعني لاثارة هذا الموضوع ثلاث نقاط:
- اولها ان استاذا وهو يصحح لتلميذ موضوع انشاء " تضمن تعبير " في اطار الانشطة التي كلفنا بها معلمنا........" طلب من التلميذ ان لا يستعمل كلمة معلم لأنها قد تستفز المصحح في الامتحان ولن يقرأ ويتابع التصحيح مبررا بان كلمة معلم لم تعد تستعمل؛
- ثانيا من بين المقالات التي كتبت ابان وفاة الاستاذ الجليل المرحوم محمد جسوس، مقالا طرح اشكالية لقب استاذ /بروفيسور التي يرى من وجهة نظره انها لا يجب ات تطلق على كل الاساتذة وإنما فقط على من وصلوا الى درجة عالية من العلم والمعرفة، وهو هنا يخص بالذكر فئة معينة خاصة؛
- ثالثا، لفظة استاذ نفسها التي تفضل على لفظة معلم في حقل التربية ، مرفوضة في قاموس الادارة لسبب بسيط هي انها تحيل على المعلم والاستاذ والمدرسة
مجمل القول ان تمثلاتنا عن منظومتنا التربويةK ربما لا تشرف؟؟؟؟؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Article et interview publié dans le journal MarrakechAlikhbaria à l'occasion de la journée internationale du livre lors d'une lecture au tour du livre " Mémoire d'alphabétisation au Maroc" publié par la Librairie Nationale en 2009 /شرفتني جريدة مراكش الاخبارية بنشر مقال و حوار لي احتفاء باليوم العالمي للكتاب على اثر تقديم كتاب " ذاكرة محو الامية بالمغرب: مقاربة تحليلية نقدية الصادر عن دار النشر" المكتبة الوطنية -2009

قراءة الكاتبة والقاصة مريم التيجي في رواية " قبل الموت بقليل" للكاتبة فاطمة ياسن