مفاهيم تعليم الكبار




الأندراغوجيا           Andragogie/Andragogy              
مع بداية القرن العشرين بدأت تتشكل الأفكار والمفاهيم التي تميز الكبار كمتعلمين في علم جامع أطلق عليه إسم اندراغوجيا[1] كمشروع مجتمعي تربوي هادف ومؤسس على قواعد.

فمصطلح أندراغوجيا مشتق لغويا من اليونانية، اذ تعود كلمة Andra  في الأصل إلى الكلمة اليونانية Aner  ومعناها الرجل في حين، نجد كلمة Paid المقتبسة من البيداغوجيا تعني الطفل. يرى نولز أن البيداغوجيا هي التهييء للنضج في حين أن الاندراغوجيا  هي المساعدة على تحمل دوره ككبير.

من هنا يرى الباحث الأمريكي "مالكوم نولز" ان مصطلح اندراغوجيا يعني علم وفن مساعدة الكبار على التعلم، بينما البيداغزجيا هي علم وفن مساعدة الصغار  على التعلم.

فوجود تعليم الكبار منذ القدم لم يتجاوز مستوى الممارسة، بحيث لم يعرف هذا المجال كتابات ومؤلفات وأبحاث إلى حدود بداية القرن العشرين، وقد  أشار الباحث الأمريكي " مالكوم نولز" في كتابه: " المتعلم الكبير: النوع المهمل من الجنس البشري-The Adult learner: Neglected spieces" والذي ترجم بعنوان L'apprenant adult: vers un nouvel art de formation" "المتعلم الكبير:نحو فن جديد للتكوين" " إلى المحاولات الأولى لفهم وإدماج مختلف المفاهيم المرتبطة بتكوين الكبار على مستوى المبادئ ونتائج الأبحاث، والتي ابتدأت منذ سنة 1949 بتأليف كتاب "العقل الناضج" the mature mind لهاري اوفيرسكيت(Herryoverskeet ،ثم كتاب مالكوم نفسه (M.Knowls Informel adult éducation, 1950، ثم بعد ذلك كتاب (over view of research in adult éducation ) سنة 1954 لإدوارد برونر(E.Brunner ) إلى غير ذلك من المؤلفات كما يؤكد في كتابه أيضا أن مصطلح "أندراغوجي" يعود في الأصل إلى منتصف القرن 19 حيث استعمل أول مرة من طرف مدرس ألماني يدعى ألكسندر كاب (Alexander kapp ) سنة  1833 لوصف نظرية أفلاطون في التربية، ثم بدأ  المصطلح ينتشر بعد ذلك في دول اوروبية أخرى من طرف المعلمين و بعد ذلك تم إدراج شعب وأقسام خاصة بتعليم الكبار في الجامعات اليوغوسلافية وبعدها في فرنسا وهولندا في بداية القرن 20 ، ثم انتشر بعد ذلك في كندا وأمريكا وغيرها" ( فاطمة ياسين- "ذاكرة محو الامية بالمغرب"-2009)1.

ويعتبر نولز أحد الأقطاب الأساسية لتطور حقل الاندراغوجيا في أمريكا( نفس المرجع) وابرز من دعا إلى نشر هذا المصطلح، بحيث قدم شروحات دقيقة لأصل الكلمة في كتابه الذي اختار له عنوانا معبرا لاهتمامه بهذا الحقل التربوي الخاص بالمتعلمين الكبار" المتعلم الكبير: النوع المهمل من الجنس البشري-The Adult learner: Neglected spieces)2. فالكبار من وجهة نظره يمتازون بصفات تميزهم عن الصغار والمتمثلة في :
·        النضج والقدرة على توجيه الذات؛
·        امتلاكهم لمخزون هائل من التجارب والخبرات الحياتية؛
·        الاستعداد للتعلم؛
·        نظرتهم المغايرة للزمن...






[1]- فاطمة ياسين- "ذاكرة محو الامية بالمغرب"-2009)
[2]-Malcom Knolles, L’Apprenant Adulte : Vers un Nouvel Art de la Formation, traduit par Florance faban, les éditions d’organisation, 1990 PP .63-65.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Article et interview publié dans le journal MarrakechAlikhbaria à l'occasion de la journée internationale du livre lors d'une lecture au tour du livre " Mémoire d'alphabétisation au Maroc" publié par la Librairie Nationale en 2009 /شرفتني جريدة مراكش الاخبارية بنشر مقال و حوار لي احتفاء باليوم العالمي للكتاب على اثر تقديم كتاب " ذاكرة محو الامية بالمغرب: مقاربة تحليلية نقدية الصادر عن دار النشر" المكتبة الوطنية -2009

قراءة الكاتبة والقاصة مريم التيجي في رواية " قبل الموت بقليل" للكاتبة فاطمة ياسن