قراءة الدكتور العربي وافي في رواية " قبل الموت بقليل" للكاتبة فاطمة ياسن
من المعروف أن التجربة الأولى التي يخوضها كاتب أو كاتبة في مجال الرواية تكون حاسمة ومصيرية في مساره الإبداعي، فإما أنها تخلد إسم الكاتب أو الكاتبة في أرشيف الإبداع وفي أذهان القراء أوتهوي به في غياهب النسيان. أما كاتبتنا فاطمة ياسين التي تخوض هذه التجربة لأول مرة، فقد توفقت في إبداع عمل روائي يستحق التنويه على أكثر من صعيد، أعني بذلك روايتها البديعة "قبل الموت بقليل" ذات الحس التراجيدي الملفوف بلغز محير قد يظل القارئ يلهت بحثاً عن حله دون طائل؛ مما يجعله يتسائل هل يتعلق الأمر بموت عادي أم بقتل أم بانتحار. ذلكم كان مصير "عبدو" الموظف بإحدى المصالح الحكومية والذي كان يتعرض للتضييق والتنمر بمختلف أشكاله من قبل رئيس المصلحة؛ لكن "الضحية" إذ وجب أن نسميه كذلك، سيترك رسالة لصديقته "حياة" الموظفة هي الأخرى بإحدى المصالح الحكومية، كما سيودعها مذكراته التي "ستغذي" الرواية بالأحداث والمفاجئات بل باللغز المحير الذي سيخلفه "عبدو" وراءه... "ذات زوال من سنة 2004 توصلت بملف ورقي مغلق، كتب عليه إسمي بخط، ما إن رأيته حتى خفق قلبي، وارتجف...